ذکرنا سابقا روایة الوصیة التي استندوا بها أنصار أحمد الگاطع علی إمامة صاحبهم.
و شاهد إستدلالهم بفقرة:
فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه أول المقربين له ثلاثة أسامي: إسم كإسمي وإسم أبي وهو عبد الله و أحمد والاسم الثالث: المهدي، هو أول المؤمنين.
یعنی أن الإمام المهدي (عج) متی ما حضرته الوفاة فالیسلم وصیة الإمامة، إلی شخص إسمه أحمد، و قالوا القوم أن المراد بأحمد هو أحمدنا.
بیان حول شاهد إستدلالهم بروایة الوصیة:
الروایة التي استندوا بها القوم، هی من کتاب الغیبة للشیخ الطوسي، و هذا الکتاب له نسخ أخری غیر هذه النسخة،
و لما نراجع للنسخ الخطیة الأخری، نجد بعض المفردات التي استندوا بها القوم،
غیر ما ذکر في النسخة المطبوعة الآن، وهذا ما أشار إلیه العلامة الجلیل الشیخ الحر العاملي:
وما تضمّنه الحديث المروي في كتاب « الغيبة » أولا على تقدير تسليمه في خصوص الاثني عشر بعد المهدي عليهالسلام لا ينافي هذا الوجه ؛ لاحتمال أن يكون لفظ ابنه تصحيفاً ، وأصله أبيه بالياء آخر الحروف ، ويراد به الحسين عليهالسلام لما روي سابقاً في أحاديث كثيرة من رجعة الحسين عليهالسلام عند وفاة المهدي عليهالسلام ليغسّله ، ولا ينافي ذلك الأسماء الثلاثة لاحتمال تعدّد الأسماء والألقاب لكلّ واحد منهم عليهمالسلام ، وإن ظهر بعضها ولم يظهر الباقي ، ولاحتمال تجدّد وضع الأسماء في ذلك الزمان له عليهالسلام ، لأجل اقتضاء الحكمة الإلهية.
الإيقاظ من الهجعة بالبرهان على الرجعة/ج۱/ ص۴۰۵/تألیف: محمد بن الحسن الحرّ العاملي [ العلامة الشيخ حرّ العاملي ]/المحقق:مشتاق مظفر/ الناشر:دليل ما/نسخة غير مصححة
فکما نری أن الشیخ الحر العاملي بعد ما قال أن هذه الروایة عامیة النقل، قال أن کلمة 《أبنه》 یحتمل أنها واقعة للتصحیف و أصلها 《أبیه》 أي الحسین علیه السلام، و نحن لما عثرنا علی النسخ الخطیة لکتاب الغیبة، وجدنا أحد النسخ موافقة لکلام الشیخ الحر العاملي، أي أنها تذکر کلمة 《 أبیه》بدل《إبنه》 و هذا یعنی أن الإمام صاحب العصر و الزمان ع، متی ما حضرت وفاته، یسلم الوصیة للإمام الحسین علیه السلام، لا لأحمد و لا لغیره.
و الطیفة أنه مکتوب في حاشیة هذه النسخة، أن الناسخ طبقها علی کثیر أو کل النسخ الخطیة لکتاب الغیبة، و بهذا تصبح هذه النسخة أکثر من غیرها إعتبارا.